يحاول العديد من صانعي الأفلام والألعاب والفيديوهات منذ قديم الأزل التفنن في تصوير الذكاء الاصطناعي بصور مختلفة وإيجاد التفسير العلمي والمنطقي له. وعلى مر الزمن يظل الذكاء الاصطناعي مصوراً وحاضراً في أفلام الخيال العلمي فقط؛ فيتم أحياناً تصويره على أنه قوى الخير المخلصة للكوكب من الجهل وأحياناً أخرى على أنه قوى الشر التي يجب علينا أن نحاربها. فما هو الذكاء الاصطناعي وما هي جوانبه المميزة وعيوبه؟ ما تعريف الذكاء الاصطناعي؟
هو كل ما يتمثل في التقنيات التي تسمح للآلات بأن تحاكي الذكاء والعقل البشري, فتتصرف الأجهزة والآلات المزودة بتقنيات حديثة مثل البشر بالضبط وتطبق نفس سلوكياتهم.
تاريخ الذكاء الاصطناعي
كحال العديد من الأشياء فإن الذكاء الاصطناعي مر بمراحل عديدة جداً من مراحل التطور.
فقد ذكرت كلمة روبوت لأول مرة عام 1921م حيث استخدمت في مسرحية (روبوتات الرسوم العالمية). وتأتي كلمة روبوت من كلمة روبوتا والتي تعني "العمل".
وذكر الذكاء الاصطناعي بعدها عام 1956م في مقال عنوانه (آلات الحوسبة والذكاء). لكن تم اعتماد الذكاء الاصطناعي بطريقة حقيقية ورسمية في نفس العام إثر مشروع (دارتموث البحثي حول الذكاء الاصطناعي) والتي كانت تبحث عن طرق كثيرة لمحاكاة الآلات للإنسان.
وفي الثمانينات والتسعينات بدأ الناس يستخدمون الحواسيب والتي كانت كبيرة وبإمكانيات بدائية جداً في ترجمة الصور وفهم التعليمات بلغة البشر بالإضافة لظهور العديد من المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي.
أما في الألفينات، ففي 2016م تم تطوير برمجية ذكاء اصطناعي من قبل شركة جوجل قامت بهزيمة بطل العالم في اللعبة اللوحية "جو". وعلى صعيد الروبوتات فقد تم تطوير الروبوت "صوفيا" والذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة لقربه من سلوك البشر وطريقته المماثلة في تكوين علاقات وصداقات معهم, وجاء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل "سيري" لمحاكاة البشر أيضاً ومساعدتهم في إنجاز مختلف المهام التي يصعب عليهم فعلها بدونها.
واليوم, يتم تطوير الذكاء الاصطناعي ومجالاته يوماً بعد يوم، وسيتم تطويرها مستقبلاً أكثر وأسرع حسب توقع الخبراء.
أنواع الذكاء الاصطناعي وأشكاله
ينقسم الذكاء الاصطناعي إلى أربعة أنواع أساسية, وأبسطها هو ما يمكننا من عمل الأعمال البسيطة والأساسية. أما بالنسبة للأنواع الأكثر تعقيداً ، فهي ما يتمثل في كل ما يحاكي ذكاء وتفكير البشر.
وتنحصر أنواع الذكاء الاصطناعي في:
- الوعي الذاتي
وهو الكيان الواعي بذاته والذي يطوره البشر ليصبح مثلهم بالضبط مثل الروبوتات والآلات التي تؤدي مهام وتفاعلات معينة من تلقاء نفسها.
- الآلات التفاعلية
وهي التي تقوم بتنفيذ المهام الأساسية دون غيرها. وهي من أبسط أنواع الذكاء الاصطناعي إطلاقاً حيث تكون بعيدة كل البعد عن التعقيد ولا تتضمن أي احتمالية تعلم وتصرف ذاتي, وتقوم بتنفيذ المهام المطلوبة منها عبر المدخلات والمخرجات فقط بكل بساطة.
- الذاكرة المحدودة
ومن أفضل الأمثلة على هذا النوع هي السيارات ذاتية القيادة والتي تخزن المعلومات من الخرائط مثل الطرق وبعض الأوامر والمهام المدرجة إليها. ولا تقتصر هذه الخاصية في السيارات ذاتية القيادة فقط , فقد تراها في هاتفك أيضاً عبر (جوجل) الذي قام بتخزين معلومات تسجيل الدخول الخاصة بك واستعادها عند تسجيل دخولك لنفس الموقع أو التطبيق مرة أخرى.
- نظرية العقل
وهي المرحلة التي يقوم المبرمجين والمطورين بالعمل عليها وتطويرها في هذه الأيام أكثر من غيرها, حيث تمكن الآلة أو البرمجية من فهم مشاعر واحتياجات من تتعامل معه وتحاول بكل الطرق أن تلبيها. على سبيل المثال, إن غضبت من أي تطبيق أو آلة لن يقدم لك أي دعم معنوي فهو عبارة عن رموز وأرقام وبرمجيات فقط, أما في هذا النوع من الذكاء الاصطناعي فستقوم الآلة بتقديم الدعم المعنوي والنفسي الذي تحتاجه لك.
مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي
في يومنا هذا, تتعدد مجالات واستخدامات الذكاء الاصطناعي, حيث يتطور العالم يوماً بعد يوم وتتوسع مجالات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي. ولا شك أننا جميعاً نستعمل العديد من صور ومجالات الذكاء الاصطناعي .. فدعونا نتعرف على بعض من هذه المجالات.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات البنوك وصرف المال
- استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة والرعاية
لعل ما يساعد في إنقاذ حياة الملايين هو التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي المطور في العديد من المستشفيات حول العالم. حيث تساعد آلات الكشف المتطورة وآلات العمليات الجراحية وغيرها من الآلات المتوفرة في المستشفيات على سرعة علاج المرضى واستخدام الدواء بالطريقة الصحيحة الأمثل بدلاً من البحث عن أدوية أخرى.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات التعليمية
بعيداً عن الأدوات التي قد تؤدي دور المعلم من الألف إلى الياء, يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات التعليمية سواء في المدراس أو الجامعات حول العالم, فقد يساعد الذكاء الاصطناعي المعلمين على أداء الاختبارات عبر شبكة الانترنت أو رفع تقييمات ودرجات الطلاب على مدار العام بأسلوب ينظم المعلومات الكثيرة ويرتبها كيفما يشاء المعلم. بالإضافة لاستخدام بعد الأدوات التي تحاكي العملية التعليمية مثل "السبورة التفاعلية" والتي تعتبر من أحدث وأنجح التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمستخدمة في تسهيل عملية شرح الدروس للطلاب.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات التسويق
حيث يسهل في هذا العصر العثور على مبتغاك من الخدمات عند البحث عنها والسبب هو السرعة اللامتناهية في تنبؤ ما تريد وتوصيلك إليه, وأكبر مثال على ذلك موقع نتفليكس الذي يفضله الكثيرين عن غيره من مواقع الأفلام والمسلسلات.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات اكتشاف الفضاء
حيث يستعين العلماء في وكالة ناسا وغيرها من الوكالات الباحثة في علوم الفضاء بالذكاء الاصطناعي؛ لمساعدتهم في تحليل ومعاجلة العديد من معلومات وبيانات الفضاء مثل استعمالها في المركبات الفضائية المتجهة للمريخ حتى تجمع أكبر قدر من المعلومات عنه وغيرها.
تطور الذكاء الاصطناعي ومستقبله
يرى الكثير بأن الذكاء الاصطناعي موضوع ذو مجالات واسعة وبحر شاسع من الأعمال التي سيكون عليها الطلب مستقبلاً؛ لذلك يتم دراسته كمجال أساسي في كليات بعض الجامعات حول العالم. وبذلك نرى بأن الذكاء الاصطناعي ذو أهمية بالغة الوضوح سواء على المدى البعيد أم على المدى القريب. ويرى الكثيرين أن تطور الذكاء الاصطناعي سيشكل عبئاً على البشر ويعود عليهم بالسلب, حيث ستحل الآلة محل الإنسان وترتفع نسب البطالة, وعلى صعيد آخر فقد يتوقع البعض أن تتمرد الآلة على الانسان من فرط تطورها وأن تحكم الآلات العالم متخذة من الانسان خادماً لها!
وبذلك عزيزي القارئ تكون قد ألممت بمختلف جوانب الذكاء الاصطناعي, فإن كنت من الطلاب الذين يبحثون عن مجال دراسة يصنع المجد مستقبلاً فلا شك بأن الذكاء الاصطناعي هو أعظم مجال على المدى البعيد, وإن كنت من أصحاب الوظائف فهنيئاً لك هذا المقال لتتعلم مهارات تطوير الذكاء الاصطناعي المختلفة وتنافس من في المجال نفسه.
اترك تعليقا اذا كان لديك اي أستفسار ..